القائمة الرئيسية

الصفحات

درس حول مادة المدخل إلى علم العلاقات الدولية

مدخل العلاقات الدولية السداسية الأولى

                             مدخل إلى علم العلاقات الدولية                              


مقدمة عامة :

 تهدف هذه المقدمة إلى إبراز تطور ونشأة أن العلاقات الدولية منذ أقدم العصور إلى ما أصبحت عليه اليوم ، كما سنتطرق إلى التعاريف المتعددة التي ارتبطت بهذا المفهوم الذي يبقى صعب التحديد ، لأن العلاقات الدولية كما وصفها المفكر الفرنسي  رايموند إرون أنها ليست لها حدود مرسومة في الواقع ، ولا يمكن أن تنفصل أو تفصل عن باقي الظواهر الاجتماعية ، وهي نفس الفكرة التي وردت في مؤلف استاذنا الدكتور الحسان بوقنطار العلاقات الدولية إذ يصف هذه المادة العلاقات الدولية بانها تتسم بارتباطها مع العلوم الاجتماعية الأخرى بما فيها علم السياسة والسوسيولوجيا وعلم النفس والاقتصاد والتاريخ . . . وحتى بعض العلوم الحقة التي يمكن أن تقيد المتخصصين في دراسة العلاقات الدولية . ! كما أنها تتفاعل ولها قواسم مشتركة في دراسة المواضيع التي يتناولها القانون الدولي بكل فروعه أو المنظمات الدولية لمختلف تصنيفاتها ، مع الاختلاف في المقاربة المنهجية من الدراسة والتحليل ، مما يجعل العلاقات الدولية مادة معقدة ومركبة إلى حد أن أحد الباحثين الأمريكيين عدد اثنين وثلاثين مجالا معرفيا يعني بها . !
 لذلك فإن هذه المقدمة توخي تناول هذه الأبعاد الثلاثة : البعد التاريخي والبعد المفاهيمي والبعد التفاعلى لعل ذلك سيساهم في توير الطلبة والباحثين وعموم المهتمين بمجال العلاقات الدولية .

 أولا : تطور ونشأة العلاقات الدولية .
 ثانيا : تعريف العلاقات الدولية .
ثالثا : تعريف الحقول المعرفية القريبة من العلاقات الدولية .
                        
أولا : تطور ونشأة العلاقات الدولية


 لقد عرفت العلاقات الدولية عبر مسارها التاريخي تطورا ملحوظا على مستوى الجماعات البشرية ، حيث كانت تحكم علاقتهم ثنائية : السلم أو الحرب . لذلك فالعلاقات الدولية كأحداث ووقائع هي قديمة جدا في التاريخ ، عرفتها العصور القديمة والوسطى والحديثة والمعاصرة . وفي ظل هذا المسار نشات العلاقات الدولية بفضل انماط التفاعلات التي كانت سائدة في كل فترة زمنية .

ثانيا : تعريف العلاقات الدولية

 يشكل تعريف العلاقات الدولية من أصعب المواضيع التي تواجه هذا الحقل المعرفي ويرجع ذلك إلى عدة عوامل :
1 حداثة نشأة العلاقات الدولية كعلم يتوخى تحليل الظواهر الدولية في شموليتها ، بالمقارنة مع علوم أخرى قريبة منه كالقانون الدولي وعلم السياسة .


2  وجود العلاقات الدولية في مفترق طرق " العلوم الاجتماعية الأخرى وارتباطها الوثيق مع مختلف فروع المعرفة الإنسانية .

وعليه فإن التعريف الأكثر تداولا هو أن : " العلاقات الدولية هي كافة التفاعلات والروابط المتبادلة سواء كانت سياسية أو غير سياسية بين الكيانات المختلفة في إطار المجتمع الدولي .

 ثالثا : تمييز العلاقات الدولية عن المفاهيم والحقول المعرفية الأخرى المشابهة .


 1- السياسة الخارجية : إن فهم طبيعة العلاقات بين علم العلاقات الدولية والسياسية الخارجية ، يقتضي التتبيه إلى التمييز عند الأنجلو ساكسون بين مدلولي لفظتي Politics - Policy ، وذلك لأن لهذا التمييز دورا مهما في تحديد تلك العلاقة . لأن علم العلاقات الدولية ( Politics ) يعني بتفسير الظواهر الدولية ومن ثم بالكشف عن الحقيقة الكامنة فيها فحسب ، بينما تقع السياسة الخارجية ( Policy ) باعتبارها برامج للعمل . وقد تم تعريفها من طرف العديد من الفقهاء في العلاقات الدولية .

 2- السياسة الدولية : إن نطاق السياسة الدولية أضيف من نطاق العلاقات الدولية ، حيث تهتم السياسة الدولية بدراسة السياسة الخارجية للدول بينما المصالح المختلفة التي تحدد هذه السياسة في الإطار العام للعلاقات الدولية ، والسياق العام القائم في المجتمع الدولي .

هل اعجبك الموضوع :
author-img
المعلوماتي : هو صاحب مدونة معلومة بين ايديك و هو شخص يحب مشاركة المعلومات التي تكون لها دور في افادة المتلقي و جعل ما يبحث عنه اقرب و بسهولة بالغة .

تعليقات

العنوان هنا