ماهو الرأي العام الدولي
لقد أصبح الرأي العام الدولي أحد الأطراف الفاعلة في العلاقات الدولية ، حيث من بين المعايير القياسية لدراسة مختلف السياسات الدولية تشبعها الدول أو غيرها الوحدات الأخرى ، بهدف التأثير في رأيها . وهكذا بات الرأي العام الدولي يحسب له حساب كبير ، ومن هذا المنطلق سيتم التطرق في مطلبين : ، النشأة الرأي العام وأنواعه في مطلب أول ، ولماهية الرأي العام الدولي في مطلب ثاني .
نشأة الرأي العام وأنواعه
سيتم التطرق في هذا المطلب إلى نشاة الرأي العام في فرع أول ، وأنواعه في فرع ثاني
الفرع الأول : نشأة الرأي العام
رغم استخدام اصطلاح الرأي العام في القرن الثامن عشر إبان الثورة الفرنسية على السان وزير المالية للويس السادس عشر جاك نكير Jacquis Necker إلا أنه عرفته المجتمعات القديمة في المدن اليونانية المستقلة ( الدولة المدنية ) ، واختبرت سطوته ويقوده قرونا طويلة ، حيث كان الرأي العام هو الحاكم الفعلي والمسيطر المطلق على كل أوجه النشاط في المدينة . ففي تلك المدن اليونانية القديمة ، كانت السيادة المطلقة لهيئة المواطنين مجتمعين بما يعرف اليوم البرلمان ، وكانت القرارات تتخذ في اجتماع جمعية المواطنين باغلبية أصوات المواطنين الحاضرين ، كما أنها لم تترك أيا ميدان إلا طرقته ، في هي التي كانت تختار قادة الجيش والموظفين ، وهي التي كانت تعلن الحرب ، وتعقد المعاهدات ، وتامر الاحتفالات العامة ، وتسن القوانين وتفرض الضرائب ، وتحكم في القضايا المانيه و وتصدر الأحكلم أحيانا دون محاكمة دون تعليل قراراتها أو التعقيب عليها .
جنت سلطة الجمعية كاملة ومطلقة وكما قال أرسطو كانت تلا ه يحكمها سوى صوت الأغلبية صوت الرأي العام اما في المجتمعات الحديثة ، يمكن القول أن الراي العام ترسخ نتيجة للارضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذه المجتمعات ، ولتقدم العلم والتكنولوجيا ، خاصة تكنولوجيا الاتصالات ، إذ تلك بعد اليوم باستطاعة أي حكومة اليوم الاستمرار في الحي دون الحصول على الحد الأدنى من موافقة الرأي العار وقد تضاعف من تأثير هذه القوة التجمعات الجماهيرية الكبيرة في المدن التي شهدها العالم منذ قيام الثورة الصناعية ، وانتشار النظم الدميقراطية ، والتوسع في حق الانتخاب ، وتحرير المرأة والعبيد ، وانتشال التعليم ، وتطور الصناعة وظهور التلغراف والتليفون ، واختراع آلات التصوير وقد دعم ذلك التقدم العظيم في وسائل المواصلات والاتصال ظهور أجهزة الإعلام الجماهيرية الحديثة وتطورها السريع من صحف واذاعة وسينما وتليفزيون وفضائيات وانترنت ، مما ساعد مساعدة فعالة على سرعة انتشار الأفكار والآراء وتبلوها على المستويين المحلي والعالمي المعاصر ، خاصة مع انحسار الاستعمار ، إلى حد كبير - بعد الحرب العالمية الثانية وتحرر معظم شعوب أسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية .
الفرع الثاني : أنواع الرأي العام
هناك تقسيمات متنوعة للراي العام نذكر منها : ا ۔ تقسيم الرأي العام حسب قوة التأثير الذي يضم ثلاث فئات وهي : الراي العام القائد ، ويقصد به الفئة المثقفة الواعية التي ينقاد إليها الراي العام في المجتمع البر الراي العام المتعلم ، ويتكون من الفئة التي تقرأ وتستوعب المعلومات والاراء وهي فئة وسط تتأثر كثيرا بأراء الفئة الأولى وتنقلها إلى التالية .
ج الرأي العام المنقاد ، ويتكون من السواد الأعظم من الشعب . التقسيم حسب النظم السياسية المسيطرة على الحكم في المجتمع وهنا يقسم الرأي العام إلى نوعين : أرأي عام ظهر في الدول الديمقراطية . ب راي عام باطن أو كامن في الدول التي تفتقد إلى الديمقراطية . 3 _ التقسيم حسب النطاق الجغرافي السياسي ، حيث يقسم إلى أرأي عام قومي أو وطني ، ينبع عن مواطن دولة موحدة ، أو وطن واحد ذي حدود جغرافية محددة . اب ورأي عام إقليمي ، ويشمل الرأي السائد بين مواطني دول مجاورة جغرافيا في القضايا المشتركة بينهم . ج رأي عام دولي ، ويشمل الرأي السائد بين مواطني العالم أجمع بالنسبة للقضايا التي تمس مصالح الشعوب والدول في العالم التطرق إلى تعريف الراي العام الدولي في فرع أول ، و أنواعه ومراحل تطوره في الفرع الثاني .
الفرع الأول : تعريف الرأي العام الدولي
تنوع تعريفات الرأي العام الدولي بشكل كبير بين العديد من الخبراء والمتخصصين منهم من يعرفه على أنه : " كل تعبير تلقائي عن وجهة نظير معينة لا تقتصر على أنه إثبات وجودها على مجتمع محلي معين ، وانما تتعدى الحدود بين الجماعات السياسية لتعبر عن نوع معين من التوافق بين بعض الطبقات أو الفتات التي تنتمي إليها أكثر من دولة واحدة سواء أكانت تلك الدول في مجموعها تكون مجتمعا إقليميا دوليا ، أو كانت تنتمي إلى أكثر من مجتمع دولي " : فمن خلال هذا التعريف يمكن القول بأن هناك مجموعة من العناصر يجب أن تتوافر لكي يكون هناك رأي عام دولي ، كما أنه يمكن على ضوء هذه العناصر أن نميز بين الرأي العام الدولي والرأي العام المحلي . وهناك تعريف آخر للرأي العام الدولي يقول بأنه : " الرأي السائد الذي تثقف عليه غالية دول العالم تجاه بعض القضايا أو الأزمات المطروحة في السياسة الدولة . وقد يظهر الرأي العالمي في صورة فعل تلقائي مؤقت إزاء تصرف دولي معين ، وقد دليل رد الفعل هذا ليقترن بتوقيع عقوبات دولية على الدولة أو الدولة المخالفة . ويعرف البعض الرأي العام الدولي على أنه : " تلك الاتجاهات التي تسيطر على أكثر مجتمع واحد ، أو التي تعكس توافقا في المواقف بين أكثر من وحدة سياسية زي العام الدولي بالظهور بعد الحربين العالميين الأولى والثانية ، عندما قصوى للإعلام في هذه الفترة ، وكيفية ان يكون هناك رأي عام ياخذ الطابع الدولي ، وهو يعتبر سمة أساسية في الإعلام الدولي ، ويعتبر مؤثرا في توجد الخارجية وقد ساهمت العديد من الأحداث والوقائع في ظهور الراي العام الدولي قيام الثورة البولشقية عام 1917 . د قيام أول منظمة عالمية لتحقيق السلام ( عصبة الأمم ) . 3 _ الأزمة الاقتصادية العالمية 1929 . 4 _ الحرب العالمية الثانية 1939 . 5 إنشاء منظمة الأمم المتحدة 1945 . 6 _ انعقاد عام 1955 مؤتمر باندونع بأندونيسيا لتأسيس دول عدم الانحياز . اوينضاف إلى هذه الوقائع والأحداث ، المتغيرات السياسية والاقتصادية على الصعيد الدولي ، بالإضافة إلى تقدم وسائل الاتصال ، التي استطاعت أن تقوي نطاق السلطة وتعزز مكانتها ومركزيتها كما استطاع التقدم العلمي أن يحقق تقاريا فكريا بين الأمم . وقد استطاع الرأي العام الدولي أن يخلق تقاريا في وجهات النظر من عدم مجتمعات تجاه مشكلة واحدة ، وأصبح الأخذ بعين الاعتبار بأهمية هذا المؤتمر الجديد في العلاقات الدولية ، بالإضافة إلى بروز دور كبير للأحزاب السياسية وجماعات الضغط .
الفرع الثاني : أنواع الرأي العام الدولي ومراحل تطوره
المرحلة الأولى : ان عليها مرحلة الإدراك ، أو بعبارة أخرى هي مرحلة المعرفة بالمشكلة ، وهي تتم على اساس فردي ، بمعنى أنها ليست إلا مشكلة اتصال ونقل لرسالة معينة تحددت على ضوئها علامات ذاتية لمفهوم تلك الرسالة .
المرحلة الثانية : وهي مرحلة الصراع ، وتعني أن الرسالة مثلما نفهمها لا بد وأن يكون لها رد فعل بالقبول أو بالرفض . وهذا يعني خلافا في وجهات النظر وصراعا حول تلك الوجهات ، إذ إن كل وجهة من وجهات النظر لا بد وأن تعبر عن مصالح معينة ، وأن تفاعل معها حقائق الثقافية معينة ، وقد يأخذ هذا الصراع في أول الأمر شكلا فرديا ، ولكنه مع مضي الوقت يصيبه نوع من التهذيب والتسوية في مختلف عناصرد .
المرحلة الثالثة : يطلق عليها مرحلة الرضا والاتفاق ، ومعنى ذلك أن مختلف الفئات التي كانت تعبر عن وجهات نظر مختلفة متقاربة ، واتجهت إلى التركيز حول أحد الآراء التي تمثل في العادة الأكثر قوة ، سواء من حيث الكم ، أو من حيث الاعتدال والتوسط ، تتجه إلى نسيان عناصر ، وا إلى خلق نوع من الاتفاق الضمني - حتى لو كان مؤقتا - حول تلك الرأي صاحب السيطرة .
المرحلة الرابعة : أحدهما اجتماعي وثانيهما نه الشخصية الفردية والتقابل ما المواطن أو الفرد المنتمي إلى الرأي العام ، التصير أحد ملامح في مرحلة الإندماج أي أن الاتفاق على الضمني على موقف معين يحدث أثرين علي وثانيهما نفسي ، من حيث الذات الفردية للمواطن ، إذ يتجه الإنسياب داخل به والتقابل مع ملامح تلك الشخصية ، حيث يمكن أن تقول في ذلك إن رد المنتمي إلى هذه الفئة أضحي وقد احتضن ذلك من صور التعبير عن اخذ ملامح شخصيته السياسية فيما بعد ، وهي المحددة من حيث قوتها و من المرحلة التالية ، وهي المرحلة الخامسة .
كما أن هناك تطورات هائلة ومتلاحقة على الصعيد الكوني متمثلة في التورات المترابطة مثل الثورات المعلوماتية ، والتقنية ، والاتصالية ، وكل ما تم إنتاجه من وسائل وادوات جعلت من العالم قرية كونية صغيرة في ظل ظاهرة العولمة ، والتي أبرزت الراي العام الدولي ، والراي العام المعولم .