الدرس
اللغوي : ما هو النموذج العاملي و كيفية التعامل معه
السلام عليكم أعزائي التلاميذ في درس جديد من الدروس اللغوية و هو النموذج
العاملي , حيث سنتعرف على ما هو النموذج العاملي مع شرح تطبيقي ليسهل عليكم
التعامل مع أي وضعية متعلقة بإستخراج النموذج العاملي .
تعريف النموذج العاملي :
في
البداية ماهو النموذج العاملي لا بد أن نعرف بأن النموذج العاملي يرتبط بدراسة
النصوص الحكائية كالقصة القصيرة والمسرحية، وهو يساعدنا في دراسة القوي الفاعلة
التي تحرك الأحداث وتطورها.
والقوة الفاعلة هي كل قوة تقوم بتحريك الأحداث
وتوجيهها، قد تكون إنسانا أو حيوانا أو جمادا أو فكرة أو عاطفة أو غير ذلك يعني أي
شيئ يساعد على تطوير الأحداث .
انطلاقا
من كل ذلك فإن دراسة النموذج العاملي تهدف إلى فهم العلاقات التي تجمع بين العوامل
المختلفة في النص الحكائي، وكذا فهم دورها في تطور الأحداث وتوجيهها في اتجاه معين
إما إيجابي أو سلبي .
ثم
في النص الحكائي سواء كان قصة أو مسرحية لا نتحدث عن نموذج عاملي واحد، وإنما نتحدث عن
مجموعة من النماذج العاملية المتداخلة فيما بينها لكن نحن يطلب منا فقط أن نستخرج
نموذج عاملي واحد لأنه في الغالب نختار النموذج العاملي الظاهري المرتبط بالبطل .
الفرق بين النموذج العاملي و الخطاطة السردية :
في الخطاطة السردية تكون لدينا
خطاطة سردية واحدة في القصة أو المسرحية أي ليس لدينا أكثر من خطاطة سردية , لكن
النموذج العاملي أنت تختار الذات و الموضوع إلى آخر هذه العناصر .
ما هي خطاطة النموذج العاملي :
دائما في القصة أو الحكاية أو المسرحية نجد العامل الذات الذي يسعى للحصول
على العامل الموضوع هذا العامل الموضوع يمكن أن يكون أي شيئ ( مادي أم معنوي ) ,
كذلك أحيانا نجد العامل الموضوع يهدف الحصول على العامل الذات كيف ذلك , مثلا يكون
لدي شخص يهدف للحصول على المال نقول إذا بأن الذات ترغب في الحصول على الموضوع ,
ولكن يمكن أن يكون لدي عمل يحتاج إلى من يقوم به , ففي هذه الحالة العامل الموضوع
يحتاج إلى العامل الذات ولذلك فالعلاقة بين العامل الذات و العامل الموضوع هي
علاقة رغبة , و الذي يدفع الذات للحصول على العامل الموضوع هو الحافز و الدافع و
هو العامل المرسل و الذي سيستفيد من حصول عامل الذات على العامل الموضوع هو العامل
المرسل إليه و العلاقة بين المرسل و المرسل إليه هي علاقة تواصل , حصول عامل الذات
على العامل الموضوع تساهم فيه مجموعة من العوامل المساعدة في المقابل تعترضه أو
تقف ضده مجموعة من العوامل المعارضة و لذلك فالعلاقة بين العامل المساعد و العامل
المعارض هي علاقة صراع .
إذا خطاطة النموذج العاملي بها ستة عوامل و هي : ( العامل الذات , العامل الموضوع ,
العامل المرسل , العامل المرسل إليه , العامل المساعد , العامل المعارض ) , و فيها ثلاثة
علاقات و هي : ( علاقة رغبة بين
عامل الذات و العامل الموضوع , علاقة تواصل بين المرسل و العامل المرسل إليه ,
علاقة صراع بين العامل المساعد و العامل المعارض ) .
فعامل الذات و الموضوع و المرسل و المرسل إليه تتغير في الحكاية بحسب إختيارك أنت لهذا
النموذج العاملي , لكن العلاقات لا تتغير
فتبقى كما أشرنا إليه أعلاه و كما تلاحظون في الخطاطة .
نص تطبيقي رقم ( 1 ) :
نصب
الصياد شبكته، ونثر عليها الحب، مرت به حمامة يقال لها المطوقة ومعها حمام كثير؛
فعميت هي وصواحبها عن الشرك ، فوقعن على الحب يلتقطنه فعلقن في الشبكة كلهن فقلعن
الشبكة جميعهن بتعاونهن، وعلون في الجو؛ فلما انتهت الحمامة المطوقة إلى الجرذ،
أمرت الحمام أن يسقطن، فوقعن؛ فنادته المطوقة باسمه، ثم إن الجرذ أخذ في قرض
الشبكة حتى فرغ منها، فانطلقت المطوقة وحمامها معها.
المرجع : عبد الله
بن المقفع كليلة ودمنة بتحقيق مصطفی اطفي المنفلوطي - دار الكتاب العربي بیروت
لبنان اور ص 224 (تصرف)
عندنا المطوقة و هي العامل الذات كانت ترغب في الحصول على العامل الموضوع و هو الحرية فالعلاقة بين العامل الذات و
العامل الموضوع هي علاقة رغبة و قلنا سابقا لا
تتغير هذه العلاقة , الذي دفع المطوقة للحصول على حريتها هو رغبتها في التخلص من الشرك فهو إذا العامل المرسل
و الذي استفاد
من حصول المطوقة على الحرية فهو المطوقة نفسها و كذلك
الحمام إذا فهذا هو العامل المرسل إليه و
العلاقة بين المرسل و المرسل إليه هي علاقة تواصل
و هي كذلك لا تتغير , فالمطوقة وجدت عوامل مساعدة
منها التعاون الذي وقع بين الحمام و كذلك الجرذ الذي ساعد على قرض الشبكة أو الشرك
في المقابل كانت هناك عوامل معارضة منها الصياد
الذي رغب في الحصول على الحمام أو اصطيادها ثم الشرك الذي كان وسيلته في ذلك و
العلاقة بين العوامل المساعدة و العوامل المعارضة في هذه الحالة هي علاقة صراع .
نص تطبيقي 2 : خطاطة النموذج العاملي للنص الموجود في الكتاب
المدرسي دم و دخان
و الأن سنريكم طريقة
الإجابة عن السؤال في الموضوع الإنشائي الذي سيصادفك إما في الفرض داخل القسم أو
الإمتحان الوطني, فالطريقة الصحيحة هي كالتالي:
تتميز
هذه القصة القصيرة بوجود عدد من النماذج العاملية
التي تحرك الأحداث وتطورها، وهكذا نجد مثلا العامل الذات
دحمان الذي يرغب في
الحصول على العامل الموضوع وهو المال، والعلاقة بين هذين
العاملين هي علاقة رغبة، وقد كان العامل المرسل هو وحم الزوجة، والعامل المرسل
إليه هو الزوجة نفسها
وباقي أفراد الأسرة، والعلاقة بين العاملين المرسل والمرسل إليه هي علاقة تواصل، غير أن هناك عوامل
معارضة لرغبة دحمان في الحصول على الموضوع منها الطبيب وتراجع أسرة المريضة عن اتفاقها السابق
معه، في المقابل كانت هناك عوامل مساعدة له منها سلامة دمه، وقبول أهل المريضة بأن
يدفعوا له مقابلا ماليا، بالإضافة إلى كذبه على الطبيب، والعلاقة بين العوامل المساعدة والعوامل
المعارضة هي علاقة صراع.
استنتاج
النموذج العاملي هو خطاطة واصفة لبنية العوامل في النصوص القصصية
والمسرحية، بناء على الأدوار السردية التي تؤديها، وبناء على العلاقات التي تقوم
بينها، وعدد العوامل ستة
هي :
1. العامل الذات: وهو الذي
يرغب في الحصول على الموضوع.
2. العامل الموضوع: وهو الذي ترغب الذات في تحصيله. و العلاقة بين العامل الذات و العامل الموضوع هي علاقة رغبة .
3. العامل المرسل: وهو الحافز الذي يدفع الذات للحصول على الموضوع.
4 . العامل المرسل إليه: وهو الذي يتجه إليه العمل المنجز ويستفيد منه. و العلاقة بين المرسل و المرسل إليه هي علاقة تواصل .
5 . العامل المساعد: وهو الذي يساعد الذات في
مهمتها للحصول على الموضوع.
6 . العامل المعارض: وهو الذي يعرقل
الذات في سعيها للحصول على الموضوع.