منهجية جاهزة لتحليل قصة قصيرة
حاولنا في هاته المنهجية الجاهزة أن تكون على شكل مثال حي لقصة قصيرة .
المقدمة / تأطير النص :
تأطير النص ضمن السياق الأدبي لتطور فن القصة القصيرة : نشير إلى ظهور و تطور الأشكال النثرية العربية في القرن العشرين نتيجة مجموعة من العوامل، و هذا ما أدى لظهور فن القصة القصيرة
التعريف بفن القصة القصيرة و الإشارة إلى أهم رواده في العالم العربي.
الانطلاق من مشيرات نصية دالة (العنوان ، بداية النص، نهايته) لصياغة فرضية مناسبة للقراءة
طرح أسئلة الإشكالية التي سنجيب عنها في التحليل .
العرض / التحليل :
تلخيص المتن الحكائي : من الأفضل استخدام الفعل المناسب في عملية تلخيص أهم الأحداث.
تقطيع النص إلى متوالياته و مقاطعه باستثمار خطاطته السردية :
و ذلك بتحديد الوضعيات الثلاث : وضعية البداية ووضعية الوسط أو التحول ووضعية النهاية ، مع الإشارة إلى العنصر المخل و عنصر الانفراج.
رصد الخصائص الفنية :
- الشخصيات وسماتها
- نوع الحوار ووظيفته
التركيب / الخاتمة :
و تتكون هذه المرحلة من ثلاث خطوات :
- صياغة خلاصة تركيبية لنتائج التحليل.
- استثمار هذه الخلاصة لإبراز البعد الاجتماعي في هذه القصة : الإشارة إلى الجانب الاجتماعي لكل من المحصل والسارد.
- إبداء الرأي الشخصي في مدى قدرة القصة القصيرة عموما على رصد الواقع الاجتماعي والتعبير عنه.
منهجية القصة القصيرة جاهزة يمكن تغيير محتواها ليتناسب مع أي نص :
المقدمة / تأطير النص :
عرف النثر العربي في القرن العشرين تطورا ملحوظا و كان ذلك نتيجة تضافر مجموعة من العوامل الاجتماعية و السياسية كظهور الطباعة والنشر وتطور الصحافة ، إضافة إلى البعثات الطلابية، كل هذه العوامل ساهمت في ظهور أشكال نثرية جديدة أكثر قدرة على التعبير عن القضايا الاجتماعية و النفسية بخاصة ، وهكذا ظهرت المقالة والمسرحية و القصة القصيرة و هي نوع أدبي نثري إبداعي له خصائصه التي تميزه عن غيره من الأنواع الأدبية الأخرى ، فهو يلتقي مع أنواع سردية أخرى في الزمان والمكان وتوظيف الشخصيات و سرد الأحداث، إلا أنه يختلف عنها في خصائص أخرى تميزه عن غيره كاعتماد أسلوب السرد و من رواده في الأدب العربي يوسف إدريس و زكريا تامر و محمد عز الدين التازي ومحمد برادة وأحمد بوزفور ومبارك ربيع و أحمد الخميسي و هو كاتب وأديب مصري ترك مجموعة من الأعمال القصصية منها مجموعة "كناري" التي أخذنا منها قصة "حرج خفيف" و من خلال ملاحظة العنوان و بداية النص و نهايته و بعض المشيرات النصية الدالة نفترض بأنه قصة قصيرة تعالج قضية اجتماعية فما هو المتن الحكائي ؟ و كيف تنتظم مقاطعه ومتوالياته في إطار خطاطة سردية ؟ و ما خصائص هذه القصة من حيث الشخصيات وسماتها وطبيعة الحوار ووظيفته و البعد الاجتماعي؟ و ما مدى قدرة القصة القصيرة كنوع أدبي على معالجة القضايا الاجتماعية ؟ .
العرض :
تحكي هذه القصة عن السارد الذي ركب الأوتوبيس المتوجه من الدقي إلى ميدان التحرير ثم حصل على التذكرة و لكنه لم يحصل على بقية النقود ، فحدثت بين الرجلين نظرات أحسا معها بالحرج، لذلك سارع السارد للنزول في أول محطة ليركب حافلة أخرى، بعد أيام ، ركب مع المحصل نفسه ، و لم يرد له بقية النقود مرة أخرى ، و لكن هذه المرة لم يحس بالحرج و كأنهما أصبحا متفقين على ذلك ، و هذا ما كان يفعله المحصل مع كل الركاب، غير أن أحد الشبان طالبه برد بقية النقود مما جعل يطلب شهادة السارد الذي وجد نفسه في ورطة ، عند الوصول إلى المحطة، نزل السارد وهو يراقب الحافلة ورقمها حتى لا يركبها ثانية. الآن وقد انتهينا من تحديد المتن الحكائي ، يمكن أن نقطع النص إلى متوالياته باستثمار الخطاطة السردية كما يلي : أولا وضعية البداية وتمثلت في صعود السارد إلى الأوتوبيس واستلام التذكرة ، بعد ذلك تدخل عنصر مخل و هو عدم رد المحصل بقية النقود للسارد و إحساسهما بالحرج لتتطور الأحداث إلى وضعية الوسط أو التحول إذ تصادف أن ركب السارد مرة أخرى مع المحصل نفسه و لم يرد له بقية النقود إذ اكتشف أنها عادته مع كل الركاب الذين لا يحتجون عليه، لذلك فقد احتج عليه أحد الشبان ، فاستنجد بالسارد ليثبت نزاهته ، فاضطر السارد أن يشهد معه و هذا هو عنصر الانفراج الذي وصل بالحكاية إلى وضعية النهاية و هي نزول السارد و قراره عدم ركوب هذا الأوتوبيس مرة أخرى .
خاتمة :
بعد انتهائنا من تحليل هذا النص اتضح لنا بأنه قصة قصيرة احترم فيها الكاتب المقومات والمبادئ التي تشكل البناء الفني لهذا الفن الأدبي كالزمان والمكان والشخصيات والحبكة والسرد إضافة إلى الاختزال، كما عالج قضية اجتماعية تمثلت في تسليط الضوء على الحالة المعيشية لفئات عريضة من الناس ، فالسارد شخص عادي دخله بسيط ولذلك فهو يركب الأوتوبيس متوجها إلى ميدان التحرير، أما المحصل فحالته الاجتماعية أثرت على سلوكه حتى أصبح شخصا انتهازيا لا يهمه أن يكذب أو ينكر في سبيل تحقيق مبلغ مالي يساعده على مواجهة أعباء الحياة، انطلاقا من هذا المعطى يمكننا أن نتساءل عن مدى قدرة القصة القصيرة على التعبير عن القضايا الاجتماعية ، لنجيب بأنها الفن الأدبي النثري الأكثر قدرة على التقاط التحولات التي تحدث في الواقع الاجتماعي وانعكاساته في حياة الأفراد والمجتمع من خلال رصد التصرفات وأنماط التفكير والقيم وفي رأيي الشخصي أن القصة القصيرة تتميز بخصائصها التي تساعد على التواصل السريع مع القراء ، كما أن لغتها السهلة وتركيزها على حدث واحد وبشكل مختزل و انتشار الصحافة جعل منها نوعا أدبيا مناسبا لمعالجة القضايا الاجتماعية التي تجذب اهتمام القراء في حينها .