تحليل قصة دم ودخان لمبارك ربيع |
تحليل قصة دم ودخان لمبارك ربيع
تأطير النص :
مبارك ربيع كاتب مغربي ولد عام 1940م بسيدي معاشو التابعة لعمالة سطات، حصل على الإجازة في الفلسفة ثم عمل بالتعليم، كان عضوا في اتحاد كتاب المغرب من مؤلفاته الريح الشتوية» «الطيبون» «رفقة السلاح والقمر».
الملاحظة ووضع الفرضية :
فهم النص :
تلخيص المتن الحكائي :
تحكي هذه القصة عن شخصية دحمان الذي وقف أمام الجزار مزهوا وهو يطلب منه أن يزن له كيلو لحم غنم، وعندما عاد إلى المنزل حام حوله أولاده فرحين ولكنهم سرعان ما التفوا حول الأم وهي شوي الكبد على الجمر والدخان يملأ الأجواء، أما هو فقد بقي مستلقيا على أريكة والتعب والإرهاق يغلبانه، استرجع ما حدث له ذلك الصباح وكيف أنه ادعى التبرع بدمه لوالدته، في حين كان قد اتفق مع أهل المريضة على بيعه تذكر شجاره معهم وكيف أنهم لم يعطوه المبلغ المتفق عليه، واكتفوا بإعطائه عشرة دراهم، تذكر أيضا تلك الأنامل الناعمة المدربة التي كانت تحرك زجاجة الدم.
تحليل النص :
الخصائص الفنية لهذه القصة القصيرة:
الشخصية الرئيس في هذه القصة هي شخصية دحمان، وهو البطل الذي تدور حوله الأحداث ،ويتميز بمجموعة من الصفات الاجتماعية والنفسية التي تجعله نموذجا للإنسان الفقير الذي يعاني من قلة ذات اليد كما يعاني من الظلم الذي تمارسه عليه فئات اجتماعية أخرى فهو معتاد على تلبية حاجاته اليومية بما هو بسيط و في المتناول ( قطعة الكرشة الغليظة و الشحم ) ولكنه يضطر أحيانا للقيام بما أكثر من طاقته بسبب ظروف طارئة كالمرض، وهو بذلك يعاني ماديا و نفسيا (الفقر، التعب، القلق والاضطراب) ، أما علاقته مع الشخصيات والقوى الفاعلة الأخرى فهي تتميز بكونها علاقة مصالح ومعاناة، فالزوجة لم تقدر حالته المادية الصعبة، وأبناؤه لا يعرفون كنه المشكلة، والطبيب كان يعتبره مجرد حالة من الحالات الإنسانية التي ترد عليه كل يوم، أما علاقته بأهل المريضة فلا تعدو أن تكون علاقة تبادل منافع انتهت بظلمه عندما رفضوا إعطاءه المبلغ المتفق عليه لينعكس كل ذلك على حالته النفسية التي كانت تعاني في صمت.
و تدور أحداث هذه القصة في الزمان الماضي، ودلالته أن الحكاية يمكن أن تقع في أي وقت، أما المكان فقد توزع بين البيت والمستشفى فالبيت يفترض فيه أنه مكان للراحة والألفة بين أفراد الأسرة، ولكنه أيضا قد يكون عبئا على الشخصية إذا كانت متطلباته تفوق القدرة، أما المستشفى فهو في الأصل مكان للشفاء، ولكنه قد يتحول إلى مصدر للمرض والموت والظلم.
لم يكن السارد مشاركا في أحداث هذه القصة واعتمد على الرؤية السردية من خلف لأنه كان يعرف كل شيء عن الشخصيات بما في ذلك بواطنها الداخلية ( كان بوده لو ملك قدرة على الكلام في هذه اللحظة - وأحس دحمان أنه يثير الاشمئزاز ) ، وقد التزم بحبكة مناسبة تمثلت في الخطاطة السردية التالية:
- وضعية البداية: شراء دحمان كبد الغنم وتقديمه للزوجة.
- وضعية الوسط: تذكر البطل بيع دمه وما صاحب ذلك من مشاكل.
- وضعية البهايه: استيقاظ دحمان من غفلته وتناوله الطعام.