مقدمة :
حاول الإنسان جاهدا
منذ بدء الخليقة التعرف على ما يحيط به من ظواهر وسلوكيات وفهم كنهتها ، للوصول إلى
ما يمكنه من مجابهة المشكلات التي تعترض حياته من جهة ، ولتسهيل تآلفه مع الطبيعة وسيطرته
عليها من جهة أخرى ، وقد اختلفت مستويات الادراك و التفسير ومنطلقاتها تبعا لمراحل
تطور الفكر الإنساني . وإذا كانت العلوم الطبيعية هي التي دقت باستخدام المنهج العلمي
، وساعدها ذلك المنهج على فهم ظواهر الطبيعة ، وتفسيرها لخدمة الإنسان ، فقد طالب المفكرون
الاجتماعيون بضرورة الاستعانة بالمنهج العلمي وان كانت الظواهر الاجتماعية لها خصوصيات
تميزها عن غيرها من الظواهر الطبيعية في الدراسة والبحث للوصول إلى نتائج مماثلة تساعدهم
على فهم ظواهر الاجتماع من خلال توظيف اليات البحث ، عرفت بمناهج العلوم الاجتماعية
للإحاطة بكل هذه الجوانب وغيرها سنقدم الدراسة إلى :
المعرفة الإنسانية و مراحل تطورها
ان القدرات والطاقات
الإدراكية والحسية التي يتوفر عليها الانسان ، دفعته إلى البحث والتنقيب عن المعرفة
التي تجيب عن تساؤلاته ومحاولة كشف وتفسير لما يجري حوله ، وكان كلما شعر بعجز وسائل
الاستطلاع والتعرف والكشف ، يحدد فيها الوصول إلى المعرفة التي ينشدها لقد وجد الإنسان
قديما نفسه أمام العديد من الظواهر الطبيعية التي كانت تفرق قوته وقدرته العقلية وتؤثر
فيه ، حيث شرع باستخدام حواسه وخبرته البسيطة في تعقبها وتعليل بعضها . لكنه عندما
لم يجد الجواب الشافي فيما تعلق في ذهنه من تساؤلات لجا للمعرفة الفلسفية المثقلة بالعناصر
الأسطورية الخارقة والتساؤل الفلسفي المعتمد على تفسير ظواهر الطبيعية والأشياء من
خلال غاياته ومقاصده وبالتالي إدراجها على
وفق ما تحقق له هذه الظواهر من منافع وبصورة تدريجية أدرك الإنسان أن الظواهر ليست
عشوائية او مزاجية كما كان الاعتقاد سائدا ، فلجأ إلى نوع جديد من المعرفة في المعرفة
العلمية وبذلك أصبح المنهج العلمي يفرض نفسه كخيار وحيد توكل إليه مهمة تفسير مظاهر
الوجود وظواهر الحياة ،
سواء في الشق الخاص بالعلوم الاجتماعية أو الشق المرتبط بالعلوم الطبيعية . وسوف
نتعرض المناقشة هذه المصادر من خلال هذا الفصل
أولا - المعرفة الحسية او معرفة الخبرة الذاتية
وتعد
أقدم أنواع المعرفة الإنسانية ، وتسمى بالمعرفة الحسية لأنها تعتمد على ما تلمسه
دوام الإنسان المعروفة السمع والبصر واللمس والتذوق . وتسمى هذه المعرفة أيضا
بمعرفة الخبرة الشخصية لأنها تقوم على قدرات الإنسان وتجاربه السابقة التي يكون قد
تعرض لها فيستفيد الإنسان من هذه التجارب في تدبير امور حياته ، مثلا اذا مرض شخص
بالتجربة الخبرة الشخصية . طلعت الانسان ان يلما الي نوع من الأعشاب ، واذا غبت
السماء توقع هطول المطر . . . لكن الإنسان لم يستطع الانسان عن طريق خبرته الحسية
ومعرفته الذاتية المحدودة ، أن يحيط بكل ما حوله من أمور العجز عن فهم بعض الظواهر
الطبيعية الملونة التي تتكرر بين الحين والاخر فالصواعق والزلازل والبراكين و غيرها كان بنسبها الانسان الى آوى
خارقة فوق الطبيعة
فالإنسان
العادي في هذا الطور من المعرفة يلاحظ هذه الظواهر ، ولكنه لا يحاول أن يخضعها
للحجج والبراهين ليعرف لماذا تحدث هذه الظواهر وكيف تحدث ؟ و السبب في ذلك أن
الإنسان لم يكن قد اخترع الأدوات والوسائل ومناهج البحث والتحليل التي تمكنه من
التعامل مع الأشياء مباشرة والبحث عن الأسباب الكامنة وراء حدوث كل شيء ،
ثانيا : المعرفة الفلسفية
تعتبر المعرفة الفلسفية المرحلة الثانية من مراحل التفكير ، فوراء الأمور
الواقعية المكتسبة بالملاحظة مسائل أعم ، ومطالبا البعد . ومسائل الفلسفة يتعذر الرجوع
فيها إلى الواقع وحسمها بالتجرية ، لأنها لا تخص المدركات الحسية وتتصف بالعمومية ،
وأساسها العقل المورد المنفصل عن الواقع المادي فالحقيقة أو المعرفة ليست الواقع ولكن
هي تصورات الفكر عن هذا الواقع ومع ذلك فقد انقسم الفلاسفة الى قسمين قسم منهم تمسكوا
بمضوعات نظرية موردة ، فاطلقوا العنان لخيالهم ليذهب بعيدا عن الواقع ، وقسم أخر ربط
بين الفكر وبين الواقع العادي المحسوس الا انهم استمروا أوفياء لإعطاء الأسبقية في
تنظيم المعرفة وخلقها للعناصر الفكرية الخالصة .
هذا
النوع من المعرفة يمثل مجموع المعارف والمعلومات التي يتحصل عليها الانسان بواسطة
استعمال فكره وعقله ، حيث يتم استخدام أساليب التفكير والتأمل الفلسفي لمعرفة
الأسباب ، والبحث العلني لا يهتم بالجزئيات وانما بالمبادئ الكلية ، مما يحاول
تفسير الأشياء بالرجوع الى عملها ومبادئها الأولى ، مثل التأمل في اسباب الحياة
والموت وخلق الوجود والكون .
حاول الإنسان جاهدا
منذ بدء الخليقة التعرف على ما يحيط به من ظواهر وسلوكيات وفهم كنهتها ، للوصول إلى
ما يمكنه من مجابهة المشكلات التي تعترض حياته من جهة ، ولتسهيل تآلفه مع الطبيعة وسيطرته
عليها من جهة أخرى ، وقد اختلفت مستويات الادراك و التفسير ومنطلقاتها تبعا لمراحل
تطور الفكر الإنساني . وإذا كانت العلوم الطبيعية هي التي دقت باستخدام المنهج العلمي
، وساعدها ذلك المنهج على فهم ظواهر الطبيعة ، وتفسيرها لخدمة الإنسان ، فقد طالب المفكرون
الاجتماعيون بضرورة الاستعانة بالمنهج العلمي وان كانت الظواهر الاجتماعية لها خصوصيات
تميزها عن غيرها من الظواهر الطبيعية في الدراسة والبحث للوصول إلى نتائج مماثلة تساعدهم
على فهم ظواهر الاجتماع من خلال توظيف اليات البحث ، عرفت بمناهج العلوم الاجتماعية
للإحاطة بكل هذه الجوانب وغيرها سنقدم الدراسة إلى :
أولا - المعرفة الحسية او معرفة الخبرة الذاتية
وتعد
أقدم أنواع المعرفة الإنسانية ، وتسمى بالمعرفة الحسية لأنها تعتمد على ما تلمسه
دوام الإنسان المعروفة السمع والبصر واللمس والتذوق . وتسمى هذه المعرفة أيضا
بمعرفة الخبرة الشخصية لأنها تقوم على قدرات الإنسان وتجاربه السابقة التي يكون قد
تعرض لها فيستفيد الإنسان من هذه التجارب في تدبير امور حياته ، مثلا اذا مرض شخص
بالتجربة الخبرة الشخصية . طلعت الانسان ان يلما الي نوع من الأعشاب ، واذا غبت
السماء توقع هطول المطر . . . لكن الإنسان لم يستطع الانسان عن طريق خبرته الحسية
ومعرفته الذاتية المحدودة ، أن يحيط بكل ما حوله من أمور العجز عن فهم بعض الظواهر
الطبيعية الملونة التي تتكرر بين الحين والاخر فالصواعق والزلازل والبراكين و غيرها كان بنسبها الانسان الى آوى
خارقة فوق الطبيعة
فالإنسان
العادي في هذا الطور من المعرفة يلاحظ هذه الظواهر ، ولكنه لا يحاول أن يخضعها
للحجج والبراهين ليعرف لماذا تحدث هذه الظواهر وكيف تحدث ؟ و السبب في ذلك أن
الإنسان لم يكن قد اخترع الأدوات والوسائل ومناهج البحث والتحليل التي تمكنه من
التعامل مع الأشياء مباشرة والبحث عن الأسباب الكامنة وراء حدوث كل شيء ،
ثانيا : المعرفة الفلسفية
تعتبر المعرفة الفلسفية المرحلة الثانية من مراحل التفكير ، فوراء الأمور
الواقعية المكتسبة بالملاحظة مسائل أعم ، ومطالبا البعد . ومسائل الفلسفة يتعذر الرجوع
فيها إلى الواقع وحسمها بالتجرية ، لأنها لا تخص المدركات الحسية وتتصف بالعمومية ،
وأساسها العقل المورد المنفصل عن الواقع المادي فالحقيقة أو المعرفة ليست الواقع ولكن
هي تصورات الفكر عن هذا الواقع ومع ذلك فقد انقسم الفلاسفة الى قسمين قسم منهم تمسكوا
بمضوعات نظرية موردة ، فاطلقوا العنان لخيالهم ليذهب بعيدا عن الواقع ، وقسم أخر ربط
بين الفكر وبين الواقع العادي المحسوس الا انهم استمروا أوفياء لإعطاء الأسبقية في
تنظيم المعرفة وخلقها للعناصر الفكرية الخالصة .
هذا
النوع من المعرفة يمثل مجموع المعارف والمعلومات التي يتحصل عليها الانسان بواسطة
استعمال فكره وعقله ، حيث يتم استخدام أساليب التفكير والتأمل الفلسفي لمعرفة
الأسباب ، والبحث العلني لا يهتم بالجزئيات وانما بالمبادئ الكلية ، مما يحاول
تفسير الأشياء بالرجوع الى عملها ومبادئها الأولى ، مثل التأمل في اسباب الحياة
والموت وخلق الوجود والكون .