القائمة الرئيسية

الصفحات

الدرس اللغوي : الانسجام , الثانية باكالوريا

الانسجام

الدرس اللغوي : الانسجام

 

السلام عليكم أعزائي التلاميذ في درس جديد من الدروس اللغوية و هو درس الانسجام , حيث سنتعرف على ما المقصود بالانسجام و ما هي عمليات الانسجام و كذلك كيفية توظيفه في حالة ما طرح علينا في الامتحان الوطني .

تعريف الانسجام :

الانسجام صفة تتحقق للنص إذا أمكن للمتلقي أن يفهمه, أي أن من يعطي للنص إنسجامه هو عندما يقرأه المتلقي أو القارئ و يفهمه .

ومعنى ذلك أن الانسجام ليس ناتجا عن العناصر الداخلية للنص فالنص هو متسق بفضل الكاتب فالكاتب هو الذي يستخدم الوسائل و الأدوات المناسبة لكي يجعل نصه متسقا و هذا لا يكفي , وإنما ينتج عن تعامل القارئ أو المتلقي وقدرته على استخدام مجموعة من المعلومات المخزنة في ذاكرته على شكل أطر ومدونات وكلما فهمه القارئ إلا و قلنا إنه نص منسجم .

ولتحقيق الانسجام يعتمد القارئ مجموعة من المبادئ والعمليات.

مبدأ السياق: وهو الذي يحدد خطاب النص، ويشمل العملية التواصلية من مرسل و مرسل إليه ورسالة و السنن , أي أن كل قارئ أو متلقي يجب أن يضع النص في سياقه لكي يفهمه إذا أخرجته من سياقه قد تفهمه بطريقة خاطئة .

التأويل المحلي: ومعناه تقييد عملية التأويل لتنسجم مع السياق، بعيدا عن كل تأويل غير مرتبط بموضوع النص وخصوصياته.

مبدأ التشابه: وفي هذا المبدأ يتذكر المتلقي تجارب ومواقف سابقة تشبه النص أمامه، وهذا ما يساعده في عملية الفهم.

مبدأ التغريض: ويقصد به أن المتلقي يحدد الموضوع الرئيس، أو الفكرة المحورية التي تدور حولها باقي العناصر والأفكار.

 

عمليات الانسجام :

من الأطر إلى المدونات :  ومعنى ذلك أن المعلومات في الذهن هي منظمة ومرتبة على شكل أطر ومحاور کبيرة، وتندرج ضمن كل إطار مدونات وتفاصيل صغيرة .

السيناريوهات والخطاطات: والمقصود بها المعرفة الخلفية والبنيات المعرفية المنهجية التي تقود القارئ إلى توقع بعض مظاهر الخطاب وتفسيرها، فالمتلقي يتوقع الخطوات المنهجية التي سيوظفها الناقد الاجتماعي مثلا، وهي خطوات ستختلف بالضرورة عند ناقد يعتمد المنهج البنيوي، وستختلف نتائج تحليلهما و لو كان النص واحدا، والمتلقي يستحضر كل ذلك ليفهم النص بشكل سليم .

 

طريقة الإجابة عن سؤال الاتساق و الانسجام في الموضوعات الإنشائية :

                               القصيدة الجديدة

أخذ الشعر العربي في تحول وتطور خلاقين لا مثيل لهما في تاريخه. إنه يتجه إلى أن يصبح ذا بناء ترکیبي، يتيح له أن يحتضن الحياة كلها والواقع كله. إن هندسة داخلية خفية تسيطر عليه وتوجهه. ومقابل القصيدة - الكلمة، والقصيدة - الفكرة، والقصيدة - الانفعال، وهي نماذج أصبحت تاريخية، تشرئب القصيدة الجديدة، القصيدة - الرؤيا. القصيدة هنا حركة ومعنی تتوحد فيهما الأشياء والنفس، الواقع والرؤيا.

ويمكن تفصيل الأسس التي تستند إليها حركة الشعر الجديد في النقاط الآتية:

- الناحية الفنية: إذا أردنا أن نقارن بين القصيدة العربية القديمة والقصيدة الجديدة، نجد أن الأولى إذ تلتمس جماليتها في جمالية البيت المفرد، فإن القصيدة الجديدة وحدة متماسكة، حية، متنوعة. والقصيدة التقليدية صناعة ومعان، بينما الجديدة تجربة متميزة والتقليدية لغة ذوق عام وقواعد نحوية وبيانية، والجديدة لغة | شخصية. إن الفرادة وجدة الرؤيا من أهم عناصرها. والقصيدة التقليدية قائمة على الوزن السهل، المفروض من الخارج، بينما تقوم القصيدة الجديدة على إيقاع نابع من الداخل، لذلك فهو ابتكار، يتطلب استخدامه براعة وموهبة أكثر مما يتطلب استخدام الوزن. وهناك شكل واحد في القصائد التقليدية كلها، بينما لكل قصيدة جديدة شكلها | الخاص، يتطلب إدراكه وعيا شعريا كبيرا، أضف إلى ذلك أن من جوهر الشعر في المفهوم الجديد، أن يتنوع ما شاءت التجربة والموهبة أن يتنوع.

 

مثال على النص لدينا :

   من مظاهر الاتساق بين الجمل في هذا النص نجد الإحالة النصية القبلية كما في قول الكاتب (فحبه لا يكاد يتصل بنفسه ) فالهاء في (حبه) تحيل على عمر بن أبي ربيعة و هو لفظ م وجود في النص قبلها ، و كذلك الإحالة المقامية حيث نجد في قول الكاتب ( الغزل العذري في بوادي نجد والحجاز ) إحالة على شعراء أمثال كثير عزة وقيس بن الملوح وذو الرمة وقيس لبنی وجمیل بن معمر ، و المقام الذي سمح لنا بمعرفتهم هو السياق الذي تحدث عنه الناقد و هو مرحلة العصر الأموي، أما مظاهر الاتساق بين الفقرات فقد تجلت بخاصة في تكرار عدد من المفاهيم المشتركة في الفقرتين الأولى و الثانية مثل لفظة ( الغزل) التي تم تكرارها في كل فقرات النص مما يبين تماسكه و اتساقه، و كذلك الشرح والتفسير حيث نجد الفقرة الثانية تشرح كيف تأثر شعراء مكة و المدينة بحياتهم المدنية و بترفهم ، وهي الفكرة التي جاءت مجملة في الفقرة الأولى، كما أن الاتساق بين الفقرات ظهر كذلك من كون الفقرة الأخيرة هي استنتاج لما سبقها من تحليل في الفقرات السابقة.

اما مظاهر الانسجام فقد ظهرت من خلال اعتماد القارئ عددا من المبادئ و العمليات التي تساعده على الفهم الصحيح منها مبدأ البنية الكبرى ، و مبدأ السياق و مبدأ التأويل المحلي و مبدأ التشابه، فكون هذا النص يشبه نص " سوسيولوجية القصيدة العربية" لنجيب العوفي ساعد في الفهم و التأويل كما أن قول الكاتب ( الغزل / العصر الأموي) قد ضيق عملية التأويل و جعلها لا تنفتح على أي غرض شعري آخر أو أي زمان أو حضارة ، كما أن معرفة المحور العام للنص و الكتاب ككل سهل عملية الفهم و كذلك السياق الذي ورد فيه النص حيث المرسل هو الناقد و المرسل إليه هو المتلقي و الموضوع هو الغزل في العصر الأموي و الهدف أو المقصدية هي دراسة هذه الظاهرة الأدبية في ارتباط وثيق بالمحيط الذي انتجها، كل هذه المبادئ سهلت العمليات التي يمكن أن يقوم بها القارئ الذي ينطلق من مجموعة من الأطر و المدونات و السيناريوهات و الخطاطات للفهم و التأويل المناسبين.


هل اعجبك الموضوع :
author-img
المعلوماتي : هو صاحب مدونة معلومة بين ايديك و هو شخص يحب مشاركة المعلومات التي تكون لها دور في افادة المتلقي و جعل ما يبحث عنه اقرب و بسهولة بالغة .

تعليقات

العنوان هنا