القائمة الرئيسية

الصفحات

الأطروحات المساهمة في تحليل العلاقات الدولية

الأطروحات المساهمة في تحليل العلاقات الدولية


الأطروحات المساهمة في تحليل العلاقات الدولية


لقد عرف العالم بعد الحرب العالمية الثانية ، صراعات بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي أدخلتهما في حرب باردة و كذلك بين السياسات الدولية في الدول الكبرى وغيرها نظرا لتداعياتها التي ألقت بظلام على المجتمع الدولي برمته . لكن النظام الدولي سيعرف مباشرة بعد سقوط جدار برلين في 9 نونبر 1989 ، بداية الانهيار القطبية الثانية وبداية الترويج والدعاية لنظام العالمي جديد ، أفرزته التحولات الجيوسياسية ترتبت عنها إعادة توزيع عناصر القوة بين أطراف النظام الدولي على أساس ثقافي واقتصادي حيث تم توسيع الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي وظهور أقطاب اقتصادية ، وتسارع حركة رأسمال أمام اكتساح العولمة . ففي خضم هذه الظروف ستبرز أطروحتان تقوم بالدور الدعائي للنظام العالمي الجديد لما بعد نهاية القطبية الثنائية الأطروحة الأولى نهاية التاريخ " لصاحبها فرنسيس فوكوياما والتي تؤكد على أن الديمقراطية الليبرالية الغربية هي شكل التنظيم الاجتماعي الذي لا يمكن تجاوزه بعد انتصارها على الشيوعية أما الأطروحة الثانية فهي صدام الحضارات الصاحبها صامويل هانغتينغتون والتي حاولت ايحاء عدو جديد من خلال تغيير صراع الإيديولوجيات الذي ساد خلال الحرب الباردة بصراع الحضارات والد التطرق إليه في مطلبين .

 أطروحة نهاية التاريخ 


شكلت أطروحة نهاية التاريخ لصاحبها فرنسيس فوكوياما نقطة انطلاقة جديدة نحو التبشير لنظام عالمي جديد انتصرت فيه المبادئ والأفكار الليبرالية على الاشتراكية أنها الليبرالية هي النموذج الأمثل الذي سيسود العالم وعلى الدول جميعها أن تقبل به وعليه سيقدم منظوره لهذه الأطروحة من خلال ثلاث فروع ، يخصص الفرع الأول لتأصيل اطروحة نهاية التاريخ ، والفرع الثاني لمضمونها ، الفرع الثالث للانتقادات التي وجهت إليها . 

الفرع الأول : تأصيل أطروحة نهاية التاريخ

 لقد استهل فرانسيس فوكوياما 148 Francis fukyama ، كتابه تهاية التاريخ والرجل الأخير 149 . الفيلسوفان الألمانيين ماركس وهيغل التي تؤكد على أن التطور المطرد للمجتمعات البشرية سيقف في مرحلة من مراحل التاريخ حينما سيصل المجتمع إلى إشباع حاجاته الأساسية والرئيسية . فمنطلقات فرانسيس فوكوما في أطروحته المرتبطة أبنهاية التاريخ " هي قديمة جدا نجدها في الفكر اليوناني عند أفلاطون ، وأرسطو اللذان يعتبران أن التاريخ عملية دائرية ومستمرة ، وأنه ليس هناك نظام سياسي يبقى مستقر على حالة عدم الرضا عليه بشكل دافعا التغييره بنظام بأخر في دورة لا نهاية لها كما دراستهما للكوارث الطبيعية وتأثيرها على الفكر الإنساني كالفيضانات مثلا تؤدي إلى القضاء الذكريات العالقة بذهنه ، فيتوقف تفكيره ويكون مجبرا على الاستمرار في مرحلة جديدة من تاريخه .
سباق أخر ، واعتبر أن حركة أن هذه الحركة لا تسير على تارة يتم من خلال الدولة التي بالاضمحلال والزوال ، وهي هي الأخرى لا تنجو من كما أن فكرة نهاية التاريخ تطرق إليها ابن خلدون في سياق اخر واعت التاريخ ، هي حركة انتقال مستمرة من البداوة إلى الحضارة ، وأن هذه الحركة المستقيم بل على شكل دورة ، والانتقال من البداوة إلى الحضارة يتم من خلال الن في نفس الوقت تحمل بذور فنائها بداخلها ، مما يجعلها محكومة بالاضمحلال بذلك تفسح المجال القيام جماعة بدوية أخرى ، تؤسس دولة جديدة هي الأخرى لا نفس المصير ، وبذلك فتسلسل الأحداث التاريخية ودوريتها وتعاقبها سيؤدي حتما إلى التاريخ البشري ، مما يعني أن هناك نهاية التاريخ الذي ستتوقف مسيرته وهو اليوم الآخر 131 كما عبر عن الفكرة الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط حيث اعتبر أن التاريخ ستي له نهاية حينما يتم تحقيق الحرية الإنسانية في ظل مجتمع خاضع لضوابط قانونية لا يمكن المساس بها ( كدستور مدني كامل العدالة ) وهي أكبر معضلة تعيشها الإنسانية كما أن ال التي سينتقل بمقتضاها الإنسان إلى مستوى الرفع من العقلانية هي المؤسسات الليبرالية التي ستؤدي بالإنسان إلى هجر حروب الكل ضد الكل . 152 أما هيغل ، فيري أن التاريخ يتقدم في صيرورة دائبة من النزاعات تتصادم فيها | الأنساق الفكرية ، مثلها مثل الأنظمة السياسية وتتفكك نتيجة التفاعل تناقضاتها الداخلية لتحل مطها انساق اخرى تحمل تناقضات أقل فتكون بالتالي أرقى من سابقتها ، وبالتالي يمكن احسب هيغل فهم مسيرة التاريخ الكلي باعتبارها نموا للمساواة والحرية الإنسانية وهو ما الخصه في قوله لقد عرفت الأمم الشرقية فردا واحدا حرا وعرف الإغريق والرومان بعض الأفراد فقط أحرارا ، وعرفنا نحن أن جميع الناس إنما هم بوصفهم أناسا على الإطلاق أحرارا . ولقد كانت الحرية الإنسانية تجسد حسب هيغل في الدولة الدستورية الحديثة أو ما نسميه بالديمقراطية الليبرالية ، ويمكن أن نصف التاريخ يكونه حوار بين مجتمعات تنهار تحمل تناقضات داخلية خطيرة فتعقبها مجتمعات أخرى تتجه في تجارة تلك التناقضات .يتفق مع هذا الاتجاه الفيلسوف الفرنسي ذو الأصل الروسي أليكساندر كوجيف 1986 - 1905 باعتبار أن تاريخ العالم مع كل ما يعرفه من تعرجات وتحولات التالية الثورة الفرنسية ، كان قد انتهى بالفعل عام 1806 حيث يرى أليكساندر آن مبادئ الحرية والمساواز ال نجمت عن الثورة الفرنسية والمجسدة فيما اسماه بالدولة العامة والمتجانسة تمثل اللقطة النهائي التطور الإنسان الإيديولوجي وهي نقطة لا يمكن أن يتجاوزها ، وقد كان يعلم بوقوع وب وثورات دامية في السنوات التالية لعام 1806 ، غير أنه يعتبرها في جوهرها مجرد اصطفاف للأقاليم وبعبارة أخرى فإن الشيوعية لا تمثل مرحلة أرقى من الديمقراطية الليبرالية را نما هي جزء من نفس المرحلة التاريخية التي ستعمم في النهاية انتشار الحرية والمساواة في جميع أنحاء العالم . 154 وفي إطار هذه الفكرة يقول أليكساندر كوجيف " إذ أراقب ما يحدث حولي في العالم منذ أواقعة يينا " ، 155 أجدني وقد أدركت صواب نظرة هيجل إلى هذه الموقعة باعتبارها نهاية التاريخ بمفهومه الحقيقي ، ففيها ونفضلها بلغت طلائع البشرية حدودها وحققت هدفها وهو نهاية التطور التاريخي للإنسان . وهكذا يلاحظ مما تقدم على أن أطروحة نهاية التاريخ " ليست بشيء جديد يطرحه ا فرانسيس فوكوياما بل هي فكرة قديمة أعاد إحيائها مع بداية انهيار الاتحاد السوفياتي وتربع الولايات المتحدة الأمريكية على عرش النظام العالمي الجديد .

الفرع الثاني : مضمون أطروحة نهاية التاريخ

 كانت المطروحة نهاية التاريخ ، موضوع محاضرة القاها فرانسيس فوكوياما ، في 199 جامعة شيكاغو ، حيث ناقش فيها مسالة الديمقراطية وتطبيقها وتم نشرها في الا الأمريكية المتخصصة the national interest ، 156 والمقصود بنهاية التاريخ ليس نهاية العالم بطبيعة الحال ، وارنما نهاية الحمراء الايديولوجي نتيجة لتراجع الشيوعية ، وانهيار الأنظمة الاشتراكية في دول أوروبا الشرقية فهذه المستجدات حسمت الصراع الإيديولوجي لصالح الإيديولوجية الليبرالية ، وجعلت النقد محكوما بالتقدم التكنولوجي الذي ستكون له الكلمة الأخيرة في هذا الشان . 157 بن نهيار الاتحاد السوفياتي ومعها المنظومة الاشتراكية شكل عند فوكوياما بداية انتهاء الصراع الكبير في السياسة الكونية ، وظهور عالم واحد ، منسجم نسبيا ، حيث يقول فوكوياما : " ربما نشهد نهاية التاريخ بما هو نقطة النهاية للتطور الإيديولوجي للبشرية وتعيم الليبرالية الغربية على مستوى العالم كشكل نهائي للحكومة الإنسانية فعند فوكوياما هناك تفرد امريكي يعتمد على رسالتها في نشر قيم الحرية والديمقراطية الليبرالية ومن ثم يصبح الفرد الأمريكي نابعا من الديمقراطية الليبرالية التي تجاوز ظروف قام الفري العظمى الأمريكية . وانطلاقا من هذا التصور يقر فوكوياما بان سائر المشاريع البديلة للمشروع الليبرالي الغربي ، قد تراجعت وثبت فشلها ، والتي كانت في نفس الوقت تشكل تحدي كبير لهذا المشروع ، فقد القضاء على الفاشية وبعدها الشيوعية وانتهى أمرها لكن لا زال هناك تحبين ينافسان المشروع الليبرالي التحدي الأول في رأيه تنامي المشاعر القومية والذي يمكن احتواؤه بتعميق الإلتزام بهذا الفكر الذي وفر إمكانية الحفاظ على التنوع والخصوصية ويسمح بتخطي الحساسيات بين المنتمين إلى مختلف القوميات ويعتبر أن مشكل القومية مطروح بالدرجة الأولى في العالم الثالث .
حيث يرى فوكوياما بان الأصولية الدينية ظاهر لكن الإسلام هو الوحيد الذي يقدم بحيلا سياسيا وي الثاني ، يتمثل في الدين : لدي أتباع الديانات الثلاث المسحية واليهودية والإسلام سب رأيه فإن المسيحية واليهودية تعايشان مع المشروع الليبرالي بصورة أو بأخرى هو الوحيد الذي يقدم بديلا سياسيا على اساس الالتزام الديني ، لكنه غير مقبول المين ، وغير صالح لأن يكون بديلا عالميا مثل الليبرالية ورغم هذا الإقرار بان مع تحيا إلا أنه لا يرقي في نظره إلى مستوى منافسة المشروع الليبرالي مما يجعل هذا الأخير سيد للفكر العلمي ونهاية التاريخ . لكن وتوقعات فوكوياما لم تأخذ بعين الاعتبار على أن هناك من لا يرفض الديمقراطية الليبرالية فحسب بل يسعى أيضا إلى تدمير الحضارة الغربية ، وهذا ما فسرته أحداث 11 سبتمبر 2001 التي جاءت لتضعف من موقفه ومن جانبية أطروحته ، وبذلك ظهرت كأنها مجرد تحليل لما حدث الانهيار المعسكر الشرقي أكثر من كونها تقدم تحليلا شاملا للواقع الدولي او تتبا بمستقبله ، فبدأت هذه الأطروحة تتعرض للإنتقادات لدرجة أن صاحب الأطروحة نفسه . سيراجع مواقفه بشأنها . 

الفرع الثالث : الانتقادات الموجهة لأطروحة نهاية التاريخ 

تطلق أطروحة نهاية التاريخ لفوكوياما من إديولوجية تبناها النظام الدولي في ظروف جديدة حتمت عليه الدخول في ترتيبات متغيرة بعد انهيار المعسكر الاشتراكي ودخول العالم منعطفا جديدا يتبنى فكرا ليبراليا يحتاج إلى غطاء بروح لديمومته ، وفي هذا الإطار تأتي أطروحة نهلة التاريخ لتقوم بدور الدعاية لنظام عالمي جديد قوامه الليبرالية الديمقراطية لكن هذه الأطروحة ستتعرض لعدة انتقادات التي ستختلف من ناقد لآخر حسب رؤيته . 

 الانتقاد الأول : التناقض الداخلي الحاد الذي وقع فيه فوكوياما عندما يبشر بعالم جديد يتبنى الفكر الديمقراطي الليبرالي وهو هنا يتبي بشكل أو بآخر ، الفكر الشمولي الذي يجمد التطور الإنساني ويضعفه في قوالب متصورة سلفا ، إنها عودة من الباب الخلفي للفكر الشمولي الذي يرفضه في نفس الوقت ، الفكر الديمقراطي الليبرالي الذي بشر له فوكوياما .
ام العالمي الجديد ومثالنا هو سر العرقي ، فهذا مجرد مظهر اسلامية في قلبه ، حتى ولو متناقض تناقضا جوهريا مع كل البشر بغض النظر عن ثقافتهم

 الانتقاد الثاني : يتعلق بالتطبيق العملي لهذا النظام العالمي الى البوسنة والهرسك نجوهر هذه القضية كانت ليس التطهير العرقي خارجي ، لأن المشكلة هو رفض الحزب الليبرالي لوجود دولة إسلامية في ا كان هو الاختيار الحرب الشعب هذه الدولة ، وهذا الموقف يتناقض تناقض النظر الديمقراطية التي تبشر بعالم يتعايش ويتفاعل ويبدع فيه كل البشر بغض والجناسهم ودينهم .

 الانتقاد الثالث : يدور حول السياسة التي بدات المجتمعات الديمقراطية الليبرالية في أتباعها منذ سنوات للتخلص من الملونين الغرباء الموجودين في المجترات البيضاء ، بعد أن أصبحت هذه المجتمعات في غير حاجة لهم ، بسبب تفشي البطالة بحيث أنهم تخلوا إلى هذه المجتمعات في الماضي طبقا لقواعد السوق الرأسمالية والت الأساس الاقتصادي للفكر الليبرالي ، وأصبحوا مواطنين كاملين المواطنة لهم كل الحقوق على الديمقراطية الليبرالية وأن طريقة التخلص منهم هو عودة إلى المجتمع القومي المغلق على ثقافة وعرقية واحدة أي عودة إلى العنصرية والقومية . 

  الانتقاد الرابع : يتعلق بالدور الجديد التي بدأت تلعبه الأمم المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لحساب الدول العربية القومية وهي نفس الدول الاستعمارية القديمة والقرار التنفيذي في الأمم المتحدة أصبح في ايدي هذه الدول ، وأنه مثلما استعمر الغرب أجزاء عديدة من العالم باسم الانتداب في عهد عصبة الأمم فإن الأمم المتحدة قد تلعب نفس الدور في ظل النظام العالمي الجديد تحت غطاء نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان . 

 الانتقاد الخامس : إن فكرة نهاية التاريخ هي فكرة لخطاب انتصاري يحمل في طياته رساله متعجرفة اخته ببعض النتائج الدولية خاصة بعد انهيار الاشتراكية و جعلته يعتقد أن الديمقراطية الليبرالية قد حققت ذاتها كقوة عالمية منفردة ومنسجمة مبنية على الفكر الديمقراطي الشيء الذي جعل فوكوياما يسقط في تناقضات خاصة حينما خاب ظنه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 .
في ظل تزايد تدخلات الولايات المتحدة الأمريكية في الشؤون الداخلية للدول استعمال القوة ضد بعضها ، وكذلك بروز الصين كقوى اقتصادية عالمية جعلته يتراجع عن أفكاره السابقة ويعبر عنها في كتاب جديد " أمريكا على مفترق الطرق ، ما بعد المحافظين الجدد ، 160 حيث أشار بأن الإسلام يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ، وأن المسلمين لا يكرهون الولايات المتحدة الأمريكية ، بل يكرهون سياستها الخارجية نظرا للتدخلات المتكررة ، ولموقعها الداعم على الدوام الإسرائيل التي احتل ارضا عربية وهي فلسطين الشيء الذي ما زال يؤجج مشاعر العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم . 

هل اعجبك الموضوع :
author-img
المعلوماتي : هو صاحب مدونة معلومة بين ايديك و هو شخص يحب مشاركة المعلومات التي تكون لها دور في افادة المتلقي و جعل ما يبحث عنه اقرب و بسهولة بالغة .

تعليقات

العنوان هنا