القائمة الرئيسية

الصفحات

تحليل النص النظري " قضايا الإطار الموسيقي الجديد للقصيدة " لعز الدين إسماعيل

 

تحليل النص النظري " قضايا الإطار الموسيقي الجديد للقصيدة " لعز الدين إسماعيل
تحليل النص النظري " قضايا الإطار الموسيقي الجديد للقصيدة " لعز الدين إسماعيل

           تحليل النص النظري قضايا الإطار الموسيقي الجديد للقصيدة 

السلام عليكم أعزائي التلاميذ في درس جديد من دروس النصوص و هو تحليل النص النظري قضايا الإطار الموسيقي الجديد للقصيدة لعز الدين إسماعيل في اللغة العربية للثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانية .

تأطير النص : 

استمر الشعر العربي في عملية التجديد والتطوير استجابة لعدد من الظروف السياسية والاجتماعية والفكرية، وكان لها تأثير على الشاعر الذي أصبح يمتلك رؤيا شعرية جديدة لم تعد الأشكال الشعرية التقليدية تساعده في التعبير عنها، لذلك وظف بنيات شكلية ولغوية وفكرية جديدة اعتمد فيها نظاما لغويا وإيقاعيا مختلفا، وركز فيها على الانزياح اللغوي والتركيبي ونظام السطر الشعري والتنويع في القافية والروي، كما استخدم وسائل جديدة في تأليف الصور الشعرية كالرموز والأساطير، ومن رواد هذه التجربة نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وأدونيس وعبدالوهاب البياتي وصلاح عبدالصبور وعبدالكريم الطبال ومحمد الميموني وغيرهم. 

وقد اهتم النقاد والدارسون بالتنظير لهذه التجربة الشعرية، والتعريف بها وبخصائصها، ومن هؤلاء نذكر صاحب النص عز الدين إسماعيل، فما القضية التي يطرحها والعناصر المرتبطة بها؟ وما الطريقة التي اعتمدها في عرضها؟ وما الأساليب الحجاجية التي وظفها من أجل الإقناع؟


صاحب النص:

عز الدين إسماعيل ناقد وأستاذ جامعي مصري ولد عام 1929م اشتغل بالتدريس، كما التحق بعدد من الهيئات والمجالس الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة والمجالس القومية المتخصصة، من مؤلفاته "الأدب وفنونه" "الأسس الجمالية في النقد العربي" توفي في الثالث من فبراير 2007.

 

الملاحظة ووضع الفرضية:


من خلال ملاحظة العنوان "قضايا الإطار الموسيقي الجديد للقصيدة" وبداية النص "كل من يتتبع أشكال التجديد و التطور في موسيقى شعرنا المعاصر" و نهايته "هنا كان لابد من الخروج إلى ما سميناه بالجملة الشعرية والعناوين الفرعية من قبيل جماليات موسيقى السطر الشعري موسيقية الجملة الشعرية" نفترض أننا أمام نص نظري سيعرفنا بتجربة تكسير البنية الإيقاعية للشعر التقليدي و ما صاحب ذلك من تطوير و تجديد في القصيدة العربية.


فهم النص :


القضية والعناصر المرتبطة بها: 

استعرض الناقد في هذه المقالة النظرية المراحل الأساس لتطور موسيقى الشعر العربي المعاصر، وهي ثلاث مراحل بدأت بالبيت الشعري التقليدي المتشكل من نظام الشطرين، والمتميز بضوابطه وسماته الجمالية، ومرحلة السطر الشعري التي فتحت آفاقاً موسيقية جديدة أمام الشعراء الجدد الذين استفادوا من "التفعيلة" كوحدة صوتية وإيقاعية أُخِذت عن علم العروض التقليدي، ووظفوها بطريقة تسمح لهم بالاستفادة من حرية التعبير دون قيود، ووصولاً إلى الجملة الشعرية التي تجاوزت البيت التقليدي والسطر الشعري، ووضعت أسسا ربطت بين المبنى و المعنى في ارتباط وثيق بالدفقة الشعورية .


أنشطة التحليل :


طرح الكاتب في مقالته قضية مهمة تمثلت في الإطار" الموسيقي للقصيدة الحديثة" لكون هذه الخاصة الفنية هي أهم ما يميزها، وهي أول ما يصدم القارئ المعتاد على نظام الشطرين المتساويين المتناظرين، فالإطار الموسيقي الحديث يتمثل في استخدام التفعيلة أولا ثم تجاوزها بعد ذلك إلى الجملة الشعرية وهي أكثر عمقا.

وقد استعان الكاتب بالطريقة الاستنباطية في عرض قضيّته، انتقل فيها من العام إلى الخاص، حيث بدأ بتحديد مراحل تطور الإيقاع الموسيقي للقصيدة العربية، ثم انتقل بعد ذلك إلى شرح وتفصيل الحديث عن كل مرحلة على حدة، مع إبراز خصوصياتها وتطوراتها وجمالياتها وقدرتها على التجاوز والتجديد لينتهي إلى التأكيد على أهمية الجملة الشعرية باعتبارها مرحلة تجسد أقصى تجليات التجديد والتغير.

وحتى يقنعنا الكاتب بصحة وجهة نظره اعتمد مجموعة من الأساليب الحجاجية، من ذلك مثلا توظيف لغة تقريرية مباشرة هدفها التواصل وإبلاغ الفكرة، وأسلوب التعريف الذي نجده كثيرا في النص، ومن أمثلته تعريفه السَّطرَ الشَّعريّ بكونه تركيبة موسيقية للكلام"، وأسلوب المقارنة متمثلا في عرض أوجه الاختلاف والائتلاف بين البيت الشعري والسطر الشعري في طريقة استخدام التفعيلة وأسلوب التقسيم حيث قسم الإطار الموسيقي للقصيدة العربية إلى ثلاث مراحل، وأسلوب التوكيد كما في قوله : "أو لنقل إذا نحن تحرينا الدقة – إن معظم هذا النظام داخلي ينتمي إلى الشيء نفسه (القصيدة) و ينبع من داخله ، وكذلك الأسلوب الاستنباطي في عرض القضية والعناصر المرتبطة بها.

تركيب :


ختاما لتحليل هذا النص النظري، وجدنا أن الناقد درس قضية من أهم قضايا تجربة تكسير البنية وهي الموسيقى أو النظام الإيقاعي الذي انتقل من طوْر البيت الشعري إلى الجملة الشعرية مرورا بالسطر الشعري، وقد كان هذا التطوّر استجابةً للدّفقة الشعورية والنسق الفكري لدى الشاعر، وقد اعتمد في مقالته النظرية هذه أسلوبا استنباطيا تدرج فيه من الحكم إلى التفصيل، واعتمد مجموعة من أساليب الحجاج التي تنوعت بين التعريف والشرح والتفسير والتقسيم والمقارنة، وكل ذلك بهدف الإقناع ، ولعله قد نجح في ذلك بدرجة كبيرة.
هل اعجبك الموضوع :
author-img
المعلوماتي : هو صاحب مدونة معلومة بين ايديك و هو شخص يحب مشاركة المعلومات التي تكون لها دور في افادة المتلقي و جعل ما يبحث عنه اقرب و بسهولة بالغة .

تعليقات

العنوان هنا