|
تحليل قصيدة لنكن أصدقاء نازك الملائكة
تحليل قصيدة لنكن أصدقاء نازك الملائكة |
السلام عليكم أعزائي التلاميذ في درس جديد من دروس النصوص و هو تحليل النص الشعري لنكن أصدقاء لنازك الملائكة في اللغة العربية للثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانية.تأطير النص :
صاحب النص :
نازك الملائكة شاعرة عراقية ولدت عام 1923م اهتمت بقراءة الشعر الإنكليزي، ويجمع الدارسون أنها رائدة الشعر الحديث بجانب بدر شاكر السياب حيث صدرت لها قصيدة «الكوليرا» سنة 1946م، اهتمت بشعر التفعيلة قولا وتنظيرا من دواوينها «عاشقة الليل» «شظايا و رماد» بالإضافة إلى كتاب نقدي بعنوان «قضايا الشعر المعاصر» توفيت سنة 2007م.
الملاحظة و وضع الفرضية :
من خلال ملاحظة العنوان «لنكن أصدقاء» والسطر الشعري الأول « لنكن أصدقاء» والسطر الشعري الأخير «فلنكن أصدقاء والشكل الطباعي للقصيدة، والذي اعتمدت فيه الشاعرة على نظام السطر الشعري، نفترض بأنها تدخل ضمن تجربة تكسير البنية، وتعالج فيها قضية من قضايا الإنسان المعاصر.
فهم النص :
تتمحور هذه القصيدة حول دعوة الشاعرة إلى الصداقة والمحبة والتسامح للتخلص من واقع الحروب والدمار وهي تبدأ في الفكرة الأولى بدعوة صريحة للصداقة بين كل فئات المجتمع، وبخاصة في هذا العصر الذي يكثر فيه الظلم والدمار والجوع والفقر تنتقل بعد ذلك في الفكرة الموالية إلى التبشير بمجتمع جديد تسوده المحبة وإنسانية الإنسان لتختم قصيدتها بتأكيد دعوتها إلى الصداقة.
أنشطة التحليل :
في المستوى المعجمي: وظفت الشاعرة لغة سهلة متداولة، كما ركزت على حقلين دلاليين الأول خاص بالقيم الإنسانية والحضارية المرفوضة وألفاظه الوجود الكئيب الدمار، الفناء، الضحايا، الأنين الدماء تحز ،رقاب الموكب الأسود والثاني الدلالي الثاني خاص بالقيم المنشودة ليسترجع الإنسان إنسانيته، ومن ألفاظه : أصدقاء، ستحس الحياة، ألف عرق ،جديد، ستذوب بكاء، ستذوب لتسقي، والعلاقة بين هذين الحقلين الدلاليين تنافرية بين واقعين الأول مرفوض والثاني مأمول. وهذا المعجم له علاقة وطيدة بتجربة الشاعرة نظرا لقدرته على نقل معاناتها العميقة.
في الصورة الشعرية : اعتمدت الشاعرة فيها على مجموعة من الوسائل التقليدية الموروثة وبخاصة الاستعارة كما في قولها : حيث يمشي الدمار ويحيا الفناء»، ولكن بطريقة جديدة في الصياغة والتوظيف، كما اعتمدت وسائل مستحدثة تمثلت أساسا في أسلوب الانزياح وهو تركيب غير مألوف، كما في قولها ويعود الجمود «البليد»، ومن أبرز مظاهر التجديد في الصورة الشعرية وظيفتها التي أصبحت تعبيرية إيحائية.
في المستوى الإيقاعي :
في الإيقاع الخارجي: كسرت الشاعرة بنية البيت الشعري التقليدي واعتمدت على نظام السطر الشعري والوحدة الصوتية والإيقاعية لتفعيلة المتدارك (فاعلن)، ونوعت في استخدامها (فَعِلُن، فاعِلانْ فَعْلُنْ مع حرية كبيرة في تنويع طول الأسطر الشعرية وقصرها تبعا لدفقتها الشعورية والفكرية إضافة إلى اعتماد المقاطع الشعرية والتنويع في القافية والروي الهمزة، الباء، القاف، الراء، الدال التاء، الشين).
الإيقاع الداخلي : اعتمدت فيه على تكرار الألفاظ (موكب - موكب وتكرار الجمل (لنكن أصدقاء) وتكرار الأصوات كالسين في المقطع الأول والراء في المقطع الثاني.
ويقوم الإيقاعان الداخلي والخارجي بالكشف عن الحالة النفسية للشاعرة التي توزعت بين واقع مؤلم ومستقبل مأمول.
المستوى التداولي (الجمل والأساليب):
ركزت الشاعرة على الجمل الخبرية التي كانت ملائمة لنقل صورة عن معاناة المجتمع الإنساني من الظلم والحرب والدمار وبين الفينة والأخرى كانت تكسر هذه الرتابة بأسلوب الأمر، وهو أسلوب إنشائي، وذلك لحث الناس على تغيير واقعهم بواقع آخر، أما على مستوى ضمائر النص فنلاحظ التركيز على ضمير المتكلم الجمع (نحن) وهو ما يدل على امتزاج صوتها بصوت الناس أفراداً أو جماعات، وهذا يعني أن الشاعرة قد حوّلت تجربتها الشعرية الذاتية إلى تجربة جماعية، وهي باسم جميع المستضعفين والمظلومين والمتعبين الذين عانقت قضاياهم الإنسانية في مختلف صورها الاجتماعية والمصيرية والواقعية.
تركيب :
بعد تحليلينا لهذه القصيدة لاحظنا أن الشاعرة نازك الملائكة اعتمدت غرضا جديدا هو التعبير عن رؤيا شعرية تهم قضايا الإنسان كما اعتمدت لغة سهلة متداولة غرضها التعبير والتواصل، وخرقت البنية الإيقاعية التقليدية، وعوضتها ببنية إيقاعية جديدة تعتمد نظام السطر الشعري الذي تختلف فأبياته في الطول والقصر بحسب الدفقة الشعورية والأمر نفسه بالنسبة للصورة الشعرية التي أصبحت تعتمد وسائل مستحدثة كالانزياح، إضافة لتغير وظيفتها لتكون في تعبيرية إيحائية، أما على مستوى الضمائر فإن ذات الشاعرة انصهرت في الذات الجماعية التي عبر عنها ضمير (نحن)، وهذا ما يسمح لنا بالقول إن هذه القصيدة تنتمي إلى تجربة تكسير البنية .