تحليل قصيدة إلى دودة لميخائيل نعيمة |
تحليل قصيدة إلى دودة لميخائيل نعيمة
تأطير النص :
صاحب النص :
ميخائيل نعيمة شاعر لبناني ولد عام 1889 درس بلبنان ثم بأوكرانيا حيث تسنّى له الاطلاع على مؤلفات الأدب الروسي درس الحقوق بالولايات المتحدة الأمريكية وهناك انضم إلى الرابطة القلمية، ترك عددا من الأعمال الأدبية والنقدية منها «همس الجفون» «البيادر» و«الغربال» توفي في 22 فبراير 1988.
الملاحظة ووضع الفرضية :
من خلال ملاحظة العنوان إلى دودة والبيت الشعري الأول الذي يشبه فيه الشاعر ذاته بحركة الدودة، وهي عنصر من عناصر الطبيعة والبيت الشعري الأخير الذي تبدو فيه الرغبة في الاكتشاف نفترض أننا أمام قصيدة تندرج ضمن تجربة سؤال الذات غرضها التعبير عن الذات.
فهم النص :
أنشطة التحليل :
في المستوى المعجمي: وظف الشاعر لغة سهلة كانت وظيفتها الأساس هي التعبير، كما ركز على حقلين دلاليين، الحقل الأول خاص بمعاناة الشاعر ( جسمي الفاني، نعشي، أكفاني، أنقاض آمالي، أحزاني ) والحقل الدلالي الثاني دال على العاطفة ( أشتكي، الشك، وجداني، وجدي، ضيق، قلب ) والعلاقة بين الحقلين الدلاليين تكاملية لأن معاناة الشاعر هي على مستوى الوجدان والتأمل الوجودي في الحياة والكون .
في الصورة الشعرية: اعتمد الشاعر على الوسائل التقليدية في بناء الصورة الشعرية، ولكن بوظيفة جديدة وهي الوظيفة التعبيرية الانفعالية من هذه الصور نجد الاستعارة
( أجتاز عمري راكضا ) والتشبيه كما في قوله ( تدب دبيب ) ، وقد استعان في بناء هذه الصور بعنصر الخيال مما سمح بالربط بين عناصر حسية وأخرى مجردة كما في قوله ( كف الزمان / أنقاض آمالي ).
في المستوى الإيقاعي :
في الإيقاع الخارجي: نلاحظ بأن الشاعر لم يخرج عن البنية الإيقاعية الموروثة، فقد استخدم بحرا خليليا هو الطويل، وقافية موحدة ( /0/0 = فاني / ياني / شاني ) وروي موحد هو النون، ويظهر ذلك من خلال تقطيعنا للبيت الأول كما يلي:
تَدِبْيْ نَدَبْبَلْوَهُ نِفِيْ جِسْ مِيَلْفَانِيْ وَأَجْرِي حَثِيثَنْخَلْ فَنَعْشِيْ وَأَكْفَانِي
0/0/0// 0/0// 0/0/0// 0/0// 0/0/0// 0/0// 0/0/0// 0/0//
فعولن مفاعیلن فعولن مفاعیلن فعولن مفاعیلن فعولن مفاعیلن
الإيقاع الداخلي: اعتمد فيه الكاتب تكرار الألفاظ (تدبين دب أترك - اترك / مبصر - بصيرا وتكرار الجمل ففي كل يوم - في البيت (2 وكذلك تكرار الأصوات كالسين في الأبيات 8-9-10 ويولد التناقض بين الإيقاعين الخارجي التقليدي والداخلي المرتبط بذات الشاعر في النص بنية موسيقية تكشف عن حالة التشتت والتناقض التي تنتاب نفسية الشاعر، وهي وظيفة هذا الإيقاع.
المستوى التداولي (الجمل والأساليب) : غلبت على النص الجمل الخبرية وهذا أمر طبيعي بالنظرإلى غرض التعبير الذي اعتمده الشاعر للحديث عن معاناته، ولكن ذلك لم يمنع من توظيف عدد لا بأس به من الجمل الإنشائية مثل النداء (يا دودة الثرى / يا أختاه) وأسلوب القسم (لعمرك) وهي جمل أظهرت الجانب الانفعالي للشاعر، فالنداء يكشف عن تحول في ذات الشاعر وإلغاء المسافة بينه وبين الدودة ففي البداية خاطبها محافظا على المسافة التي تفصله عنها، وفي الثاني خاطبها بما يفيد إلغاء المراتب (يا أختاه).
كما يتوزع النصّ ضميرا المتكلم والمخاطب مع هيمنة واضحة للأول باعتباره أساس التجربة الشعرية في القصيدة. وتهيمن عليه الجمل الفعلية (تدبين أجري، يقودك ، أجتاز أبني، أزحف) الدالة على الحركة والتوتر يؤطرها الزمن المضارع لكونها تعكس فعلاً وجودياً مستمراً ما دام في العالم إنسان يفكر أو ذات تتأمل ووظيفة الأسلوبين معا هي الإفصاح عما إحساس الشاعر ومعاناته.
تعليقات
إرسال تعليق