 |
| الدرس اللغوي : المقطع الشعري , الثانية باكالوريا |
الدرس اللغوي : المقطع الشعري
ما هوالمقطع الشعري :
أنا هُنَا عَلَى الطَّرِيق يَا حبيبتي أنتظر
وَفِي فَمِي ابْتِسَامَه، تموت ثم تزدهر
***
الْعَاشِقُونَ فِي الدَّجَى الصَّافِي ذِرَاعٌ فِي ذِرَاعٍ
وكلمة لكلمة وَبَسْمَةٌ بِلا أَنْقِطَاع
إِلا دَرَاعِي لَمْ يَزَلْ يَهْتَزُّ، فِي لَيْلَ الشَّيَاعُ
وَكِلْمَتِي، أَخَافُ أَنْ يَمْضِي الصِّبَا وَلَا تُذَاعُ
***
لكنني سأنتظر
مَهُمَا مَضَى فِي الْعُمُرُ
أَغْدُو إِذَا جَاءَ الْقَمَرْ
ثُمَّ أَعُودُ فِي السَّحَرُ
وَفِي الربيع سوف آتي حاملا لك الزهر
وعندما يأتي الخرِيفُ، أَخْتَفِي تَحتَ الْمَطَرُ .
إذا هذه القصيدة وهي مثال انطلاق عندنا تتميز بكونها تعتمد نظام المقاطع فالمقاطع هي مجموعة من الأسطر الشعرية التي يفصل بينها وبين أسطر شعرية أخرى إما بواسطة فراغ أو علامة من العلامات أو الرموز كوضع النجوم مثلا أو أي علامة أخرى , فالذي يجعلنا نحكم بأن هذه القصيدة تتوفر على مجموعة من المقاطع الشعرية هناك أولا المؤشر البصري أي باعتماد ملاحظتنا البصرية سنلاحظ بأن هناك مجموعة من الأسطر الشعرية التي تنفصل عن أسطر شعرية أخرى وتشكل كل مجموعة من هذه المجموعات مقطعا شعريا ثانيا هناك مؤشر دلالي أي لا يمكن لهذا الشاعر أن يأخذ مجموعة من أسطر الشعرية كمقطع شعري وليس بينها أي رابط دلالي فالأسطر الشعرية في المقطع الأول تشكل فكرة واحدة ففي المقطع الأول الشاعر ينتظر حبيبته وهو مرة يبتسم ومرة أخرى يحس بحزن عندما يفكر بأنها ربما لن تأتي في المقطع الثاني نجده يتحدث عن العاشقين الآخرين فهم ذراع في ذراع وكلمة لكلمة وبسمة بلا انقطاع ولكنه في الوقت نفسه ينظر إلى حاله فهو وحيد في ليل الضياع و في المقطع الثالث نجد مجموعة من الأسطر الشعرية التي تشير إلى إصرار الشاعر على الانتظار مهما طال به العمر فلا بد أن يأتي حاملا الزهر في فصل الربيع ولا بد أن يختفي تحت المطر في فصل الخريف إذا فهناك دلالة بين هذه الأسطر التي تشكل كل مجموعة منها مقطعا شعريا , المؤشر الثالث الذي يسمح لنا بأن نقول بأن هناك مقطعا شعريا هو مؤشر اللازمة أي أن الشعر قد يعيد بعض الأسطر الشعرية في بداية المقطع الشعري أو في آخره ونموذج ذلك قول الشاعرة نازك الملائكة في قصيدة لنكن أصدقاء :
- لنكن أصدقاء
- في متاهات هذا الوجود الكئيب
- حيث يمشي الدمار ويحيا الفناء
- في زوايا الليالي البطاء
- حيث صوت الضحايا الرهيب
- هازئا بالرجاء
- لنكن أصدقاء
- فعيون القضاء
- جامدات الحدق
- ترمق البشر المتعبين
- في دروب الأسى والأنين
- تحت سوط الزمان النزق
- لنكن أصدقاء,
- ألأكفّ التي عرفت كيف تجبي الدماء
- وتحزّ رقاب الخلّيين والأبرياء
- ستحسّ اختلاج الشعور
- كلّما لامست إصبعا أو يدا
- والعيون التي طالما حدّقت في غرور
- ترمق الموكب الأسودا
- موكب الرازحين العبيد
- هذه الأعين الفارغات
- ستحسّ الحياة
- ويعود الجمود البليد
- خلفها ألف عرق جديد
- والقلوب التي سمعت في انتعاش
- صرخات الجياع العطاش
- ستذوب لتسقي صدى الظامئين
- كأسة ولتكن ملئت بالأنين
- لنكن أصدقاء
ففي البيت الأول أو في المقطع الأول تبدأ باللازمة لنكن أصدقاء ثم تعيدها كذلك في بداية المقطع الثاني وتستمر في تكرارها عند بداية كل مقطع أو نهايته فهذا يسمح لنا بالقول بأن المقطع الشعري قد يبدأ بلازمة أو جملة تتكرر أو ينتهي بهذه اللازمة كإشارة إلى انتهاء المقطع أو حتى اعتماد نظام المقاطع .
استنتاج :
المقطع الشعري وحدة دالة من وحدات الخطاب، أو هو مجموعة من الأسطر الشعرية المنسجمة فيما بينها والتي تتميز عن المجموعات الأخرى في القصيدة من خلال عدد من المؤشرات هي كما يلي:
المؤشر البصري : ويظهر من خلال مجموعة من النقط أو العلامات التي تحدد نهاية المقطع وتفصل بينه وبين باقي المقاطع .
المؤشر الدلالي : وتكون من خلال وجود نواة دلالية في المقطع تسمح لنا بوضع فكرة فرعية له.
اللازمة : وهي جملة أو عبارة توحد بين المقاطع بحيث تكون صالحة لتكرارها في بداية أو نهاية كل مقطع.
تعليقات
إرسال تعليق